اكتشف دروس وعبر قصة الخضر وموسى في القران

١٥ مارس ٢٠٢٥
آيه أحمد
قصة الخضر وموسى في القران

تعد قصة الخضر وموسى في القران من القصص القرآنية الغنية بالحكم والعبر، حيث تعكس كافة أشكال أقدار الله الخفية وحكمته المطلقة التي لا يدركها العقل البشري. وردت القصة في سورة الكهف وتكشف تفاصيل لقاء النبي موسى بعبدٍ صالح يُدعى الخضر، وهو رجل آتاه علمًا وحكمًة خاصة. وتسلط القصة الضوء على أهمية الصبر على طلب العلم، والثقة بحكمة الله في كل الأمور.  

في هذا المقال، سنتناول تفاصيل أحداث القصة، وأبرز الفوائد المستخلصة منها، ونجيب على الأسئلة الشائعة حول أحداثها .

قصة الخضر وموسى في القران

بدأت القصة عندما سأل رجل من بني اسرائيل نبي الله موسى عليه السلام قائلًا: من أعلم أهل الأرض؟، فأجاب موسى:"أنا"، ولم يردّ العلم إلى الله، فأوحى الله عز وجل إليه أنه هناك عبداً عند مجمع البحرين لديه من العلم ما لا يعلمه موسى. عندها، قرر موسى أن يسافر للبحث عن هذا العبد الصالح ليتعلم منه.

لقاء موسى بالخضر

"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِىَ حُقُبًا(60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فىِ الْبَحْرِ سَرَبًا(61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا(62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إلَى الصَّخْرَةِ فَإِنّىِ نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فىِ الْبَحْرِ عَجَبًا(63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا(64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا(65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُمِّلْتَ رُشْدًا(66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا(67) [الكهف]

انطلق موسى مع فتاه يوشع بن نون في رحلة للبحث عن هذا العبد الصالح، حتى وصلا إلى مجمع البحرين، وعند الصخرة فقدا الحوت الذي كان معهما، وكان ذلك علامة على مكان لقاء الخضر عليه السلام. 

بعد العثور على الخضر، طلب موسى منه أن يرافقه ليُعلمه مما علمه الله، لكن أخبره الخضر أنه لن يستطيع الصبر على ما سيراه. إلا أن موسى تعهد بالصبر، فاشترط عليه الخضر ألا يسأله عن شيء حتى يوضح له تفسير أفعاله لاحقًا. فوافق موسى، وانطلقا معًا في رحلة مليئة بالأحداث الغامضة.

الأحداث الثلاثة

1. خرق السفينة

ركب موسى والخضر سفينة يمتلكها مجموعة من المساكين، ثم تفاجئ موسى بأن "الخضر" قد خرق السفينة، فسأله موسى كيف تفسد سفينة أهلها في حاجة إليها، فذكَّره "الخضر" بالشرط الذي اشترطه عليه، فأعتذر على نسيناه .

2. قتل الغلام

ثم تابعا السير وفي أثناء ذلك، رأى "الخضر" غلاماً فقتله، فثار موسى غاضبًا، واستنكر قتل النفس بغير حق، وذكره الخضر مرة أخرى بالشرط وأنه لم يصبر كما قال له، فاعتذر موسى.

3. بناء الجدار

دخلا بعد ذلك إلى قرية وطلبا من أهلها طعاماً، فرفض أهل القرية ضيافتهما، ومع ذلك، وجد الخضر جدارًا كان على وشط السقوط، فقام بإقامته وترميمه دون مقابل، فتعجب موسى قائلا: "لو شئت لاتخذت عليه أجرًا"، هنا أخبره الخضر أن هذا فِراق بينهم وسوف يخبره بتفسير ما لم يستطع الصبر عليه.

تفسير أفعال الخضر

بعد ذلك، شرح الخضر لموسى تفسير أفعاله:

  • كانت السفينة لمساكين يعملون في البحر، وكان هناك ملك ظالم يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا، فكان خرقها حمايةً لهم.
  • كان قتل الغلام رحمةً بوالديه المؤمنين، لأنه سيكون سبب شقائهم في المستقبل، فأراد الله أن يبدلهما خيرًا منه.
  • أما الجدار فكان ملكاً لغلامين يتيمين، وكان تحته كنز لهما. فأراد الله أن يحفظه لهما حتى يبلغا سن الرشد ويستخرجا كنزهما، وهذا لصلاح أبيهما. 

فوائد من قصة موسى والخضر

يمكننا استخلاص العديد من الدروس المستفادة من قصة موسى والخضر، منها:

  • مكانة العلم وأهمية السعي إليه.
  • ضرورة الصبر في طلب العلم.
  • التأدب مع العلماء واحترام آرائهم والإنصات إليهم بتواضع.
  • العمل الصالح يمتد أثره إلى الأبناء حتى بعد وفاة آبائهم.
  • الابتلاء ليس شرًا دائمًا، فالخير قد يأتي في صورة ابتلاء مستتر.
  • الإيمان بحكمة الله والرضا بقضائه في كل الأمور.

ملخص قصة الخضر مع موسى

تبدأ قصة سيدنا موسى والخضر عندما انطلق النبي موسى عليه السلام في رحلة للبحث عن عبدٍ من عباد الله أُوتي علمًا وحكمة خاصة، وبعد لقاء هذا العبد وهو الخضر عليه السلام، اشترط عليه الخضر ألا يسأله عن أي شيء حتى يوضح له تفسيره لاحقًا.

خلال الرحلة قام الخضر بأفعال كانت غريبة بالنسبة للنبي موسى، مثل خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بدون مقابل، وفي النهاية، أوضح الخضر الحكمة من أفعاله، ليتعلم موسى دروسًا عظيمة عن الحكمة الإلهية والصبر على التعلم.

أسئلة عن قصة موسى والخضر

من هو الخضر في قصة موسى؟

الخضر في قصة النبي موسى عليه السلام هو عبد صالح آتاه الله علمًا وحكمةً خاصة لم يعطها لغيره.

هل الخضر مازال حياً؟

توفي الخضر قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بحسب الصحيح عند أهل العلم المحققين، بل وقبل بعثة سيدنا عيسى عليه السلام، وليس هناك دليل صحيح يثبت أنه لا يزال على قيد الحياة، وكل الأخبار ما دون ذلك مجرد أكاذيب لا صحة لها.

هل الخضر نبي؟

هناك اختلاف حول كونه نبيا أم لا، لكن الصحيح عند أهل العلم أن الخضر نبي.

ما هو اسم فتى موسى الذي رافقه في رحلة الخضر؟

هو النبي يوشع بن نون عليه السلام

تحمل قصة الخضر وموسى في القران العديد من الحكم المهمة التي تنير درب الساعين إلى طلب العلم والحكمة، فهي تبرز أهمية الصبر والتواضع في طلب العلم والثقة في حكمة الله عز وجل، واليقين بأن هناك حكمة خفية وراء كل ما يحدث.

كما وضحت أن العلم الحقيقي ليس في المعرفة الظاهرة، مما يجعلها درسًا خالدًا لكل من يسعى للمعرفة ويتطلع إلى الفهم العميق للحياة.