الفرق بين المدرسة القرآنية والمدرسة الحديثة كبير على سبيل المثال عندما تدخل مكان تتعلم فيه الأساسيات غير عندما تدخل مكان تتعلم فيه التخصص بعينه بكل المجالات حوله والتفاصيل التي تحوم عليه.
وبالتالي تكون أكثر علمًا به وتفهمًا لعلومه وشريعته، وسوف نحاول الحديث عن الأمر والفرق بين كلا المدرستين ليتضح لك بشكل أبسط.
فالمدارس التعليمية هي اللبنة الأولى لتربية الأجيال وتعليمهم، ويختلف التعليم هنا بين المدارس الحديثة التي تعتمد على التعليم الأكاديمي والمدارس القرآنية التي تركز على التربية الدينية وحفظ كتاب الله، حيث توجد فروقات عديدة تستحق أن تعرفها جيدًا.
وفي هذا المقال، سنتناول الفرق بين المدرسة القرآنية والمدرسة الحديثة من حيث أهدافها، ومميزاتها، وطرق التعليم المستخدمة في كل منهما، كما سنلقي الضوء على فوائد المدرسة القرآنية ودورها في تعليم القرآن الكريم.
ما هي مدرسة القرآن الكريم؟
مدرسة القرآن الكريم، أو ما يطلق بـ"المدرسة القرآنية"، هي مدرسة تعليمية تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم المرتبطة به، مثل التجويد، التفسير، والقراءات المختلفة.
وبالتالي فإن تخصصها في هذا العلم فقط دون التدرج لذكر باقي العلوم الأخرى وإن ذكرتها فإنها تذكرها للاستشهاد بها من خلال القرآن والسنة، وكيف أن القرآن أخبرنا بأمور قبل المئات من السنين وما يزال العالم يكتشفها، تأكيدًا على قدرة الله وتعاليمه.
حيث أن هذه المدارس متجذرة في التقاليد الإسلامية منذ قرون طويلة، حيث كانت يتم تعليمها عادةً في المساجد أو البيوت، ويقام عليها من قِبَل علماء الدين، وكما فتحت جامعات متخصصة بها، وذلك حتى يخرج جيل يعلم غيره من تعاليم دين الإسلام والمسلمين على عكس المدارس الحديثة التي تنوعت في التدريس بين علوم مختلفة.
فجاء الهدف الأساسي من المدرسة القرآنية هو تنشئة جيل متمسك بتعاليم الإسلام وقادر على تلاوة القرآن الكريم وحفظه مع فهم معانيه، هذا بالإضافة إلى كون هذه المدارس تسعى لبناء شخصية إسلامية قادرة على مواجهة تحديات الحياة من خلال القيم الدينية التي تتعلمها.
ما هي مميزات المدرسة القرآنية؟
المدرسة القرآنية تتميز بالعديد من الأمور التي تجعلها فريدة في طريقة تعليمها وأهدافها، ومن أهم مميزاتها:
1. التركيز على خلق إنسان سوي نفسيًا: بحيث يستطيع أن يعالج نفسه من خلال قيم أخلاقية تزرعها فيه، حيث تهدف المدارس القرآنية إلى غرس القيم الإسلامية في نفوس الطلاب، مثل الصدق، الأمانة، والتواضع، مما يجعلها بيئة تربوية مثالية.
2. العمل على زيادة قدرات الحفظ والتركيز: حيث يساعد حفظ القرآن الكريم الطلاب على تحسين قدراتهم الذهنية، مثل الحفظ والتركيز، وهو ما يعود بالفائدة على جوانب حياتهم الأخرى.
3. التفسير الشامل للقرآن وعلومه: فلا تقتصر المدارس القرآنية على تحفيظ القرآن فقط، إذ تركز على تعليم التجويد، التفسير، وأسباب النزول، مما يضمن فهمًا عميقًا للنصوص القرآنية، وبتالي تعلقًا بالدين بشكل أكبر مهما كثرت الفتن.
4. بناء صلة وثيقة بالقرآن: حيث تجعل المدارس القرآنية القرآن الكريم جزءًا أساسيًا من حياة الطالب اليومية، مما يُعمق ارتباطه بتعاليم الدين.
5. بيئة تعليمية دينية: توفر المدارس القرآنية بيئة خالية من المؤثرات السلبية التي قد يتعرض لها الطلاب في المدارس الحديثة، مثل الضغوط الاجتماعية غير الصحية.
طرق التعليم في المدارس القرآنية
المدارس القرآنية تعتمد على طرق تعليمية تختلف عن الأساليب الحديثة في التعليم الأكاديمي ولكن مع ذلك فإنه ينبغي ألا يظن البعض أنها لا تطور الطالب، بل تكون مدارس قرآنية تواكب التحديثات مثل الشرح على زووم واحد برامج البث والتعليم أون لاين ليستطيع الطالب أيا كان مكانه أو ظروفه الحصول على تعليمه كامل، ومن أبرز طرق التعليم التي عادةً تستخدمها المدارس القرآنية:
- التكرار: ويقصد به الوجود مع جماعة أو من خلال التكرار الطالب مع المعلم بمفرده، حيث يعتمد التعليم القرآني بشكل أساسي على التكرار، حيث يقوم المعلم بتلقين الطلاب الآيات ثم يرددونها مرارًا حتى يتقنوها.
- المتابعة الشخصية: يُركز المعلم على متابعة كل طالب بشكل فردي، مما يساعد على تصحيح أخطائهم في القراءة والحفظ.
- التدرج في الحفظ والتعليم: كما كان ينزل الله بعض الأحكام بالخير بالتدرج، فإن التعليم القرآني يبدأ أيضا بالتدريج مع الطالب، حتى لا يستصعب الأمر، حيث تبدأ بالسور القصيرة، ثم يتدرج المعلم إلى السور الأطول وفقًا لقدرة الطالب.
- التطبيق العملي للتجويد: يتم تعليم الطلاب قواعد التجويد نظريًا وتطبيقها عمليًا أثناء التلاوة.
- المراجعة المستمرة: وهو أمر مهم جدًا حتى لا ينسى الطالب ما حفظه، فيتم عمل حصص يومية للمراجعة لضمان تثبيت الحفظ، وهو جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية.
- الترابط بين التعليم النظري والعملي: يتم تعليم الطلاب تفسير الآيات بالتزامن مع الحفظ لفهم المعاني وتعزيز التطبيق العملي للتعاليم الإسلامية.
فوائد المدرسة القرآنية في تدريس القرآن الكريم
مدارس القرآن الكريم تقدم فوائد عديدة تجعلها مدارس أساسية لتعليم الأجيال، خاصةً في المجتمعات الإسلامية، ومع كثرة الفتن في الوقت الحالي والبعد بشكل كبير لتعاليم أخرى، جعل من الواجب على الوالدين أن يعوِّدا أطفالهم من الصغر على تعليم القرآن حتى لو كانت ميول الطفل لتعلم أحد المجالات الأخرى كالفلك أو الفيزياء، فمع البداية السليمة، سيري إعجاز الله فيها ويكون مُعانًا من الله دائمًا على الاكتشاف والانبهار من حوله، ومن فوائد المدارس القرآنية:
- تعزيز الهوية الإسلامية: حيث تسهم المدارس القرآنية في بناء هوية إسلامية قوية لدى الطلاب، مما يُمكنهم من الالتزام بتعاليم الدين في حياتهم اليومية.
- تنمية القدرات الذهنية: يساعد الحفظ والتكرار على تحسين الذاكرة وزيادة قدرة الطالب على التركيز والتفكير المنطقي.
- تكوين شخصية متزنة: يركز التعليم القرآني على القيم والأخلاق، مما يساهم في بناء شخصية متزنة قادرة على التعامل مع التحديات.
- تشجيع العمل الجماعي: تقوم المدارس بتعليم الطلاب العمل ضمن مجموعات أثناء التلاوة والحفظ، مما يعزز لديهم قيم التعاون والمشاركة.
- إعداد الطلاب لخدمة المجتمع: يتم تخريج طلاب قادرين على تعليم القرآن الكريم للأجيال القادمة، مما يسهم في تعزيز الترابط الديني داخل المجتمع.
الفرق بين المدرسة القرآنية والمدرسة الحديثة
رغم الفوائد العديدة للمدارس القرآنية، إلا أنها تختلف بشكل جذري عن المدارس الحديثة من حيث الأهداف والمناهج التعليمية.
حيث أن المدارس الحديثة تركز على التعليم الأكاديمي والمهارات المهنية التي يحتاجها الطالب في سوق العمل، مثل الرياضيات، العلوم، واللغات.
بينما المدارس القرآنية تهدف إلى تحفيظ القرآن وتعليم العلوم الشرعية، مع التركيز على القيم الأخلاقية والدينية.
وفي حين أن المدارس الحديثة تستخدم التكنولوجيا الحديثة، تعتمد المدارس القرآنية على أساليب تقليدية تركز على التلقين والتكرار ولكن مع ذلك قد تستخدم مدارس قرآنية أخرى التكنولوجيا في التعليم ذاته، مثل مقرأة سنا لتعليم وتحفيظ القرآن عن بعد وبالتالي يكون الطالب أكثر مرونةً في المواعيد والتعليم.
كما أن المدارس القرآنية والمدارس الحديثة لهما أدوار مختلفة في المجتمع، ولكل منهما مميزاته وعيوبه، فالمدارس القرآنية تزيد من القيم الدينية والروحية لدى الطلاب، بينما تقدم المدارس الحديثة تعليمًا أكاديميًا شاملاً يُؤهل الطلاب لدخول سوق العمل.
وحتى يتم تحقيق التوازن، يمكن الدمج بين التعليم الأكاديمي والتعليم الديني لضمان بناء جيل متكامل في شخصيته وقدراته العلمية والدينية.