تعرف على أحكام التلاوة والتجويد وأسهل طريقة لتعلمها

١٧ أبريل ٢٠٢٥
آيه أحمد
أحكام التلاوة والتجويد

علم التجويد يُعنى بتحسين تلاوة القرآن الكريم وضبط نطقه وفق قواعد دقيقة، بهدف الحفاظ على صحة المعاني وأداء الحروف كما أنزلها الله تعالى.

ويُعتبر الالتزام بأحكام التلاوة والتجويد من أفضل القربات إلى الله، لما فيه من تعظيم لكتابه الكريم، في هذا المقال، سنتناول أبرز أحكام التلاوة والتجويد، مع تسليط الضوء على أسهل الطرق لتعلمها وإتقانها.

تعلم أحكام التجويد

التجويد لغةً يعني التحسين والإتقان، فيُقال: "أجاد الشيء" أي حسّنه وأتقنه، أما اصطلاحًا، فهو علم يُعنى بإخراج كل حرف من مخرجه الصحيح، مع إعطائه حقه ومستحقه من الصفات والأحكام.

 من الجانب التطبيقي، يعتمد التجويد على النطق السليم للحروف، بينما من الجانب النظري فهو دراسة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد لضبط التلاوة.

يُعد تعلم التجويد أمرًا بالغ الأهمية لكل من يريد قراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح، فهو يُساعد على فهم كلام الله دون تحريف أو خطأ في المعنى، كما يُضفي على التلاوة خشوعًا وجمالًا. 

كما تساعد أحكام التجويد على إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، والتمييز بين الأصوات المتقاربة، مما يضمن سلامة المعنى وجمال التلاوة.

 ومن خلال تعلم التجويد، يتمكن القارئ من تلاوة القرآن كما أُنزل، ويُحسن من تدبره وفهمه، كما يُؤجر على اتباع هدي النبي في القراءة.

أسهل طريقة لتعلم التجويد 

بإمكانك تعلم علم التجويد بعدة طرق، منها ما يلي:

  • تعلم أحكام التجويد عند معلّم ماهر، والقراءة أمامه.
  • الإكثار من ترديد القرآن الكريم بالتجويد.
  • قراءة كتب تعليم تجويد القرآن الكريم مثل: كتاب هداية المستفيد، وكتاب التجويد المُيسّر، وكتاب البرهان في تجويد القرآن.
  • الإنصات لتلاوات القرّاء الذين يُجيدون أحكام التجويد بإتقان.
  • الاستفادة من مصحف التجويد أثناء القراءة، حيث تُميز أحكام التجويد بالألوان، مما يساعد القارئ على تطبيقها بسهولة.

الإتقان في تجويد القرآن 

إن الإتقان في أحكام التلاوة والتجويد واجب شرعي، ويُعبَّر عن هذا الإتقان بالترتيل والتجويد؛ فالترتيل يعني التنضيد والتنظيم وحسن الأداء، ويشمل أيضًا معنى الإحسان والإتقان.

روى أن علقمة سمع رجلاً يقرأ القرآن بشكل حسن ومتقن، فقال: "لقد رتّل القرآن، فداه أبي وأمي"، مؤكدًا على أهمية الترتيل كوسيلة لتحقيق الإتقان في التلاوة.

من هذا المنطلق، أُصدر كتاب "الإتقان في تجويد القرآن برواية حفص عن عاصم" ليكون مرجعًا متخصصًا في تعليم وتحسين تلاوة القرآن الكريم وفقًا لقواعد علم التجويد، مع التركيز على رواية حفص عن عاصم. 

ويقدم الكتاب شرحًا وافيًا ومبسطًا للأحكام التجويدية بأسلوب منهجي، مما يجعله مصدرًا قيّمًا لكل من المبتدئين والراغبين في التعمق في هذا العلم الشريف.

أحكام التجويد بالتفصيل 

تُعد أحكام التلاوة والتجويد من أهم العلوم التي تعين المسلم على قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة كما نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يشمل هذا العلم مجموعة من القواعد التي تنظم نطق الحروف والكلمات بما يحقق الفصاحة والدقة، ويحافظ على المعاني القرآنية.

أحكام الاستعاذة والبسملة

الاستعاذة

الاستعاذة تعني الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه، وخصوصًا من الشيطان. وقد أمر الله تعالى في القرآن الكريم بالاستعاذة قبل البدء في قراءة القرآن، كما قال في قوله تعالى: "فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، لذلك يُستحب للقارئ أن يبدأ التلاوة بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وهذا يُعد من آداب التلاوة.

البسملة

البسملة هي قول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ويُشار إليها بهذا الاسم اختصارًا، وهي تُقال في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم باستثناء سورة التوبة (براءة)، حيث لا تُقال فيها البسملة، وذلك بحسب ما ذهب إليه كثير من العلماء،وتُستخدم البسملة للفصل بين السور، وتُعد مشروعة وواجبة عند الكثيرين.

ثانيًا: أحكام النون الساكنة والتنوين

الإظهار

 بيان النون أو التنوين إذا جاء بعدها أحد حروف الحلق (مثل: الهمزة، الهاء، العين...).

الإدغام

 دمج النون أو التنوين بالحرف الذي يليها (حروف "يرملون")، وله نوعان:

  • بغنّة مع (ينمو).
  • بغير غنّة مع (ل، ر).

الإقلاب

 تحويل النون أو التنوين إلى ميم عند وجود حرف الباء، مع الغنة.

الإخفاء

 النطق بغنة مع عدم إظهار ولا إدغام كامل، إذا جاء بعدها أحد 15 حرفًا (غير حروف الإظهار، الإدغام، الإقلاب).

ثالثًا: أحكام الميم والنون المشددتين

  • تجب الغنّة بمقدار حركتين عند النطق بهما مشددتين (مثل: "هُمَّازٍ").

رابعًا: أحكام الميم الساكنة

الإخفاء الشفوي

 إذا جاء بعدها حرف الباء.

الإدغام الشفوي

 إذا جاء بعدها ميم متحركة (ميم + ميم).

الإظهار الشفوي

مع باقي الحروف.

خامسًا: أنواع الإدغام

  • المتماثلين

نفس الحرف (مثل "اذهب بكتابي").

  • المتجانسين

 نفس المخرج واختلاف الصفة (مثل "اركب معنا").

سادسًا: أحكام اللام الساكنة

  • تتعلق بالموقع
  • لام "أل" التعريف

إظهار أو إدغام حسب الحرف بعدها.

  • لام الفعل / الاسم / الحرف / الأمر

 أحكام مختلفة غالبًا بين إظهار وإدغام.

سابعًا: التفخيم والترقيق

  • مفخمة دائمًا (خص ضغط قظ)
  • مرققة دائمًا باقي الحروف.
  • مفخمة أو مرققة حسب السياق الألف، الراء، اللام في "الله".

ثامنًا: أحكام المدود

  • المد الطبيعي

 مدّ بسيط بمقدار حركتين.

  • المد الفرعي
  • بسبب الهمز، بدل، متصل، منفصل، صلة.
  • بسبب السكون، لازم، عارض للسكون.

تاسعًا: مخارج الحروف

يعني "المخرج" في اللغة: المكان الذي يخرج منه الشيء، أما في علم التجويد، فهو الموضع الذي يُنطق منه الحرف، بحيث يميّزه عن غيره من الحروف. تنقسم المخارج الرئيسة للحروف إلى خمسة أقسام، يخرج منها 17 مخرجًا تفصيليًا، وهي:

1. الجوف

 وهو الفراغ الممتد داخل الفم والحلق، ويخرج منه حروف المد الثلاثة:

  • الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (ا)
  • الواو الساكنة المضموم ما قبلها (و)
  • الياء الساكنة المكسور ما قبلها (ي)

مثل الألف في كلمة الرحمن.

2. الحلق

 وهو يشمل ثلاثة مخارج بحسب عمق الحلق:

  • أقصى الحلق (أبعده عن الفم)، ويخرج منه الهمزة (ء) والهاء (ه).
  • وسط الحلق ويخرج منه العين (ع) والحاء (ح).
  • أدنى الحلق (أقربه للفم)، ويخرج منه الغين (غ) والخاء (خ).

مثل الهاء في هاجروا، والعين في عليم.

3. اللسان

 وهو أكثر المواضع تنوعًا في مخارجه، ويخرج منه عدد كبير من الحروف، من أقصى اللسان إلى طرفه.

4. الشفتان

تُستخدم الشفتان لإنتاج بعض الحروف التي تعتمد في نطقها على حركة الشفتين، مثل حرفي الباء والميم.

5. الخيشوم

هو التجويف الأنفي الذي يُصدر صوت الغنة، وهي صفة ثابتة لحرفي الميم والنون عندما يكونان مشددين.

ما هي أحكام التلاوة والتجويد الصحيحة؟

قواعد التلاوة الصحيحة تقوم على ثلاثة ضوابط أساسية:

1. الواجب في التجويد: هو ما يضمن نطق الحروف بشكل سليم دون تغيير في المعنى، كتصحيح المخارج والصفات، أما ما زاد على ذلك من الزينة الصوتية فهو من باب الاستحباب وليس الوجوب.

2. عدم المبالغة في التجويد: كالإفراط في التمطيط أو التشدق، أمر مذموم، حتى عند من يرون وجوب التجويد، لأنه يُخرج التلاوة عن روحها وخشوعها.

3. الانشغال الشديد بتفاصيل الأحكام على حساب التدبر والتفهم لمعاني القرآن يعد خللًا في المقصد من التلاوة، فالتلاوة الصحيحة تجمع بين الأداء السليم والتفاعل القلبي والعقلي مع الآيات.

ما هو الفرق بين التلاوة والتجويد والترتيل؟

يكمن الفرق بين التجويد والترتيل والتلاوة في الطريقة التي يُقرأ بها القرأن ومستوى التدبر والفهم لمعانيه.

فالتجويد هو العلم الذي يهتم بتحسين نطق الحروف أثناء تلاوة القرآن الكريم، من خلال إعطاء كل حرف حقه من الصفات والمخارج، وتطبيق الأحكام المتعلقة بالحروف مثل الإظهار، والإخفاء، والإدغام، وغيرها من الأحكام.

والترتيل هو قراءة القرآن بتأن مع الإلتزام بأحكام التجويد والتلاوة،  كما قال الله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلًا.

أما التلاوة فهي القراءة المجردة للقرآن الكريم، سواء التُزمت فيها قواعد التجويد أم لم تُلتزم، فكل تجويد تلاوة، وليس كل تلاوة تجويدًا.

في الختام، إن تعلم أحكام التلاوة والتجويد أمر مهم لكل مسلم يسعى لتلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحة وباتباع هذه الأحكام، نقترب من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، ونحافظ على معاني ودقة ألفاظ القرآن الكريم.

لكل من يرغب في تعلم أحكام التجويد وأساسيات تصحيح التلاوة، سجل معنا في حلقات تصحيح التلاوة على مقرأة سنا تحت إشراف معلمات متقنات مجازات بالسند المتصل. لا تفوت فرصة تحسين قراءتك للقرآن الكريم، وتصحيح الأخطاء، وتعلم قواعد التجويد بطريقة مبسطة ومباشرة.