طريقة الوضوء الصحيحة في 10 خطوات كما فعلها النبي

٢٦ يونيو ٢٠٢٥
آيه أحمد
طريقة الوضوء الصحيحة

تعلّم طريقة الوضوء الصحيحة كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر لا غنى عنه لكل مسلم ومسلمة، سواء كان مبتدئًا أو يريد التأكد من صحة وضوئه.

فالوضوء هو أحد أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة بدونه، كما قال عنه رسولنا الكريم عليه السلام أنه نصف الإيمان.

في هذا المقال، سوف نستعرض الطريقة الصحيحة للوضوء كما جاء في القرآن والسنة النبوية، ونتعرّف على أركانه وسننه، وشروطه، ومكروهاته ونواقضه، بشكل مبسط ومفيد يناسب كل أم أو معلمة تسعى لتعليم الوضوء الصحيح.


فضل الوضوء

الوضوء عبادة عظيمة ومن أهم احكام الصلاة وله فضل كبير، حيث يٌعد من أسباب محو الذنوب ورفع الدرجات. وهو نعمة تطهّر الجوارح وتُزكي القلب، وتُهيّئ المسلم لمناجاة ربه في أنقى حال. وقد وردت العديد من الأحاديث الصحيحة في فضل الوضوء منها:

  • قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" متفق عليه.
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"ما منكم من أحد يتوضأ فيُحسن الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء."
  • إسباغ الوضوء يرفع درجة المسلم في الجنة، لما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلك الرّباط".

  • جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب». رواه مسلم.
  • قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره». رواه مسلم.


طريقة الوضوء الصحيحة وفق النهج النبوي

قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ".

الوضوء الصحيح هو مفتاح الصلاة وقد وردت في السنة النبوية طريقة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، والتي حرص على تعليمها للصحابة وحث على إحسانها.

وإليك الطريقة الصحيحة للوضوء وفق النهج النبوي:

  1. النية: استحضار نية الطهارة لأداء الصلاة، ومحلها القلب.
  2. التسمية.
  3. غسل الكفين ثلاثًا: غسل كف اليد اليمنى ثلاث مرات ثم كف اليد اليسرى ثلاث مرات.
  4. المضمضة ثلاثًا: بإدخال الماء في الفم وتحريكه ثم إخراجه.
  5. الاستنشاق والاستنثار: إدخال الماء في الأنف وإخراجه ثلاث مرات.
  6. غسل الوجه ثلاثًا: ويشمل كل الوجه من منبت الشعر حتى الذقن ومن الأذن للأذن.
  7. غسل اليدين إلى المرفق ثلاثًا: نبدأ باليد اليمنى ثم اليسرى.
  8. مسح كامل الرأس مع الأذنين مرة واحدة.
  9. غسل الرجلين إلى الكعبين ثلاثًا: غسل القدم اليمنى أولاً ثم اليسرى مع الحرص على تخليل الماء بين الأصابع.
  10. الدعاء بعد الوضوء: يُستحب قول: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" كما ورد عن رسولنا الكريم.


أركان الوضوء

بعد أن عرضنا طريقة الوضوء كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بد أن نعرف أن هذه الخطوات منها ما هو ركن لا يصح الوضوء إلا به، ومنها ما هو سنة.

في هذه الفقرة سنوضّح أركان الوضوء التي لا يصح الوضوء بدونها، وإذا تُرك منها شيء عمدًا أو سهوًا، بطل الوضوء ووجب إعادته.

  • النية ومحلها القلب.
  • غسل الوجه.
  • غسل اليدين مع المرفقين.
  • مسح مقدمة الرأس.
  • غسل الرجلين مع الكعبين.
  • الترتيب حيث ينبغي عدم تقديم عضو على آخر.
  • الموالاة وهي عدم تأخير غسل عضو عن العضو الذي يسبقه.

سنن الوضوء

بعد أن عرفنا الأركان التي لا يصح الوضوء بدونها، ننتقل الآن إلى السنن، وهي الأفعال التي كان يحرص عليها النبي ﷺ يحرص أثناء وضوئه، لكنها ليست واجبة؛ من فعلها نال أجرها، ومن تركها صحّ وضوؤه.

وهذه السنن تشمل:

  • التسمية
  • غسل الكفين ثلاثا في بداية الوضوء.
  • المضمضة والاستنشاق.
  • تكرار غسل الوجه واليدين والرجلين مرتين أو ثلاث مرات.
  • مسح الأذنين مع الرأس.
  • تخليل اللحية الكثيفة.
  • البدء باليمين قبل اليسار: وذلك لما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي يعجبه التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله" متفق عليه.
  • ترديد الأذكار بعد الانتهاء من الوضوء.
  • استخدام السواك: كما ورد في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء".


شروط الوضوء

شروط الوضوء هي الأمور الواجب توافرها قبل البدء في الوضوء ، وغياب أي شرط منها يخل بصحة الوضوء. ومنها:

  • الإسلام؛ أي يكون المتوضئ مسلمًا موحدًا بالله.
  • العقل؛ فلا يُكلف به المجنون أو من ذهب عقله بشكل مؤقت، أو من غاب وعيه بالخمر أو التخدير.
  • التمييز والبلوغ؛ أن يكون الشخص بالغًا قادرًا على الفهم والإدراك.
  • النية؛ استحضار نية الوضوء بالقلب، ولا يُشترط التلفظ بها.
  • الماء المستخدم في الوضوء طاهر ومباح؛ أي غير نجس أو مسروق.
  • إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة؛ مثل طلاء الأظافر، الرموش الاصطناعية، الأوساخ الكثيفة.
  • الطهارة البدنية؛ التطهر بالغسل من الحيض، النفاس، الجنابة.
  • انقطاع سبب الوضوء؛ لا بد من انتهاء الحدث الذي أوجب الوضوء، كالبول أو الغائط.
  • دخول وقت الصلاة لمن يعاني من حدث دائم؛ وهو شرط خاص لمن يعاني من سلس البول أو المستحاضة.


نواقض الوضوء

بعد أن تعرّفنا على الشروط التي يجب أن تتوفر لصحة الوضوء، لا بد من معرفة الأمور التي تُبطل الوضوء تمامًا، ولا تُقبل الصلاة بعدها إلا بإعادة الوضوء من جديد. وهذه تُعرف بـنواقض الوضوء.

خروج شيء من السبيلين؛ البول، الغائط، والريح لقوله تعالى: "أو جاء أحد منكم من الغائط"، وكما جاء في الصحيحين: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ".

  • القيح أو الصديد أو سيلان الدم الكثير أو القيء بكثرة، وذلك في رأي الحنفية والحنابلة.
  • زوال العقل إما عن طريق الإغماء، السُكر، الجنون أو النوم العميق.
  • مس الدبر أو القبل باليد بدون حائل.
  • مس الرجل أو المرأة لبشرة أحدهما بشهوة، لقول الله تعالى:" أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ".


مكروهات الوضوء

بعد معرفة نواقض الوضوء لا بد أن نُكمل الصورة بتوضيح بعض الأمور التي تُنقص من كمال الوضوء ولكن لا تُبطله، وهي "مكروهات الوضوء".

ومكروهات الوضوء هي الأفعال التي لا تُبطل صحة الوضوء، ولكن تخالف طريقة الوضوء الصحيحة على النهج النبوي، ويُستحب تجنبها. وأهمها:

  • الإسراف في الماء.
  • الكلام أثناء الوضوء بدون حاجة.
  • الوضوء في مكان نجس.
  • ترك سنة من سنن الوضوء.
  • ضرب الأعضاء بشدة أثناء الوضوء كلطم الوجه.


تجديد الوضوء

تجديد الوضوء يعني الوضوء مرة أخرى بالرغم أن الوضوء السابق لا يزال قائمًا. وهو ليس واجبًا، لكنه من السُنن العظيمة التي واظب عليها النبي ﷺ.

فمن المستحب أن يبقى المسلم المكلف متوضئًا طوال الوقت، وذلك باتباع طرق الوضوء الصحيحة، حيث إنه من السنة الإكثار من الوضوء والمحافظة على استدامته وتجديده في كل مرة، لأن في ذلك خيرا كثيرا.

متى يُستحب تجديد الوضوء؟

  • بين كل صلاتين، حتى لو لم يحدث ناقض.
  • بعد الغضب أو رفع الصوت.
  • قبل النوم.
  • للمداومة على الطهارة، كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم.

وقد قال النبي ﷺ في فضل الوضوء المتكرر:"لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن."


الوضوء هو أول مقصد يسلكه المسلم نحو الطهارة، لذلك ينبغي على المسلم تعلم طريقة الوضوء الصحيحة كما ورد عن -النبي صلى الله وسلم_، وهو من أهم مطالب الصلاة الأساسية التي لا تٌقبل الصلاة إلا به. ومن حسن وضوءه، حسنت صلاته، وكان من أهل الطهارة التي يحبها الله.