ما هي أنواع قراءة القرآن؟

٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
Hadeer
أنواع قراءة القرآن

أنواع قراءة القرآن كثيرة ولكن اختلافها لا يؤثر نهائيًا على المعنى الضمني الموجود بآيات القرآن الكريم ولكنها ترجع لعوامل مثل البيئة، ولأننا نريد دائمًا التقرب من الله وفهم كل القراءات التي تم قراءة القرآن بها لنعي جيدًا الأمر ونكون على علم به ما يجعلنا أكثر تقربًا لله.


حيث أن القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الذي أنزله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هدايةً للناس ورحمةً للعالمين، كما يتميز القرآن بأسلوبه البليغ وألفاظه المحكمة، وقد أُنزِل بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ يسهل تلاوته وفهمه على العرب في زمن نزوله، حيث كان معجزة الرسول في وقت كثر فيه الشعر والكلام البليغ هو أفضل الأمور وكل نبي يأتي بما هو مناسب لقومه مثل ما جاء به سيدنا موسى ليعجز قومه السحرة عنه.


ومع ذلك، توجد أنواع مختلفة من قراءة القرآن الكريم التي تنوعت بناءً على أوجه النطق واللهجات العربية في ذلك الزمن، مما أتاح مرونة كبيرة في التلاوة دون المساس بالمعنى أو النص القرآني، وسوف نتحدث في هذا المقال، على أنواع قراءة القرآن والفرق بينها، وأهم الطرق التي تُستخدم لتلاوته، بالاضافة إلى القراءة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها.


كم أنواع قراءة القرآن؟

ربما تسأل الآن نفسك كم عدد انواع قراءة القرآن التي نطقت به، وهنا تأتي الإجابة بأن قراءة القرآن الكريم لها مصطلحات متعددة، وتُعرف هذه المصطلحات بالقراءات القرآنية.


حيث أن القراءات تتفرع إلى القراءات العشر المتواترة، وهي القراءات التي وردت عن عشرة من كبار القراء المشهود لهم بالدقة والإتقان، وهم من التابعين وتلامذة الصحابة، وتشمل هذه القراءات روايات متعددة، مثل قراءة الإمام عاصم برواية حفص، وقراءة الإمام نافع برواية قالون وورش، وقراءة ابن كثير، وابن عامر، وغيرهم.


كما يوجد أيضًا جانب القراءات العشر المتواترة، قراءات أخرى تُسمى القراءات الشاذة، وهي التي لم تستوفِ شروط التواتر أو اشتهرت بطرق مختلفة عن القراءات المعروفة، لذا يجب علينا أن نعرف القراءات العشر المتواترة حتى نكون أهلا للنقل عن النبي وأصحابه التابعين بدون أي إخلال.


الفرق بين قراءات القرآن


يجب أن تعي جيدًا أن القراءات القرآنية ليست اختلافات في النصوص أو المعاني، بل هي أوجه متنوعة للنطق بالآيات، وكلها وحيٌ من عند الله تعالى، ولكن الفرق بين هذه القراءات يكون في عدة أمور سوف نوصلها معكم منها :


1. النطق والحركات: مثل الفرق في نطق الكلمات كـ"ملك يوم الدين" و"مالك يوم الدين".

2. اللهجات: القراءات تأخذ بالحسبان اللهجات العربية المختلفة، مثل لهجة قريش ولهجات القبائل الأخرى، وبالتالي تجد أن هناك فرق ولكنها اللهجة، بل المعنى نفسه موجود ولم يخل به

3. اختلاف في الحذف والإثبات: مثل "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم" و"سارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم".

4. التسهيل والإبدال: مثل تسهيل الهمزة أو إبدالها في بعض الكلمات، كـ"آمنوا" و"آمنوا".


هذه الاختلافات تضيف للقرآن الكريم جمالاً في الأداء وتنوعًا يناسب كافة الفئات من المسلمين، وبالتالي إعلامك بها يجعلك أكثر تفهمًا لأنواع قراءة القرآن الكريم، ولك الاختيار في القراءة تبعًا لأي قراءة تفضلها.


أنواع طرق قراءة القرآن

حتى تستطيع قراءة المصحف بالشكل السليم، عليك أن تتعلم وتتعرف على طرق قراءة القرآن الكريم، ونوفر لكم بموقعنا مقرأة سنا طرق تعليم القرآن وهي:

1. القراءة بالتجويد: حيث يعتمد القرآن على قواعد دقيقة تُظهر جمالية النص القرآني من خلال تحسين النطق ومراعاة المخارج الصحيحة للحروف.

2. القراءة بالترتيل: يتميز بالقراءة ببطء وتأنٍ، مع التركيز على المعاني، كما في قوله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلًا" (سورة المزمل: 4).

3. القراءة بالحدر: القراءة السريعة مع مراعاة أحكام التجويد، وهي الطريقة التي تُستخدم في صلاة التراويح.

4. القراءة بالتحقيق: قراءة بطيئة للغاية بهدف التعليم والتدريب على مخارج الحروف.

5. القراءة الجماعية: قراءة القرآن في حلقات جماعية، وهي شائعة في المدارس والمساجد لتعليم الأطفال.


وكل طريقة من هذه الطرق تساهم في تقريب المسلم من كتاب الله وفهمه بأسلوب يناسب احتياجاته، وكلما استطعت أن تتعرف على كل طريقة كلما كنت أكثر توسعًا وفهمًا.


ما هي القراءة التي كان يقرأ بها الرسول؟

وبالنسبة للقراءة التي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن الكريم بها هي بطريقة الترتيل، كما أمره الله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلًا" (سورة المزمل: 4).


فمعنى الترتيل يعني القراءة بوضوح وتأنٍ مع تدبر المعاني الخاصة بكل آية بدون أي إخلال، وكان الرسول يقرأ بلفظ عربي مبين، يلائم لهجة قريش التي أُنزل بها القرآن، وقد شُهِد له بالإتقان في القراءة.


وعندما نزل الوحي، كان النبي يتلقى القرآن مباشرة من جبريل عليه السلام، وكان يتلوه بدقة تامة دون أي خطأ، مع مراعاة الوقف والوصل، كما أن النبي قرأ القرآن بالقراءات المختلفة التي أُنزلت للتيسير على الأمة.


وأخيرًا فإن أنواع قراءة القرآن الكريم تُظهِر مرونة النص القرآني وقدرته على التوافق مع مختلف اللهجات والأساليب، ما يعكس إعجاز القرآن العظيم، ولك أن تقرأ بما هو مناسب لك تيسرت عليك.


 التنوع في القراءات لم يكن عائقًا، بل ميزة أضافت للقرآن عمقًا وجمالًا، والتزام المسلمين بقراءة القرآن بتدبر وتجويد يعزز ارتباطهم بكلام الله ويجعلهم أقرب إلى فهم تعاليم الدين، وفهم القراءات ومعرفة الفرق بينها، مما يُساهم في تعزيز الوعي القرآني والحفاظ على هذا التراث العظيم المنزل من الله، كما علينا نعلم أيضًا أن الله عهد بحفظ كتابه في الصدور وفي السطور.