ما هو أفضل وقت لقراءة الورد اليومي

٢٨ مارس ٢٠٢٥
آيه أحمد
ما هو أفضل وقت لقراءة الورد اليومي

يُعدّ الورد القرآني اليومي من أعظم العبادات التي تُقرب المسلم من ربه، وتُضفي على حياته بركةً وطمأنينة، فالقرآن الكريم هو كلام الله المنزل، وهو النور الذي يُضيء درب المؤمن، ويمنحه الهداية والاستقامة.

وقراءة القرآن يوميا بمثابة الغذاء الروحي للنفس، لذا يهتم المسلم دائما بقراءة الورد اليومي والبحث عن أفضل وقت لقراءة الورد اليومي، فإن الاستمرار في تلاوة القرآن ولو بقدرٍ يسير، يعين المسلم على الثبات في دينه، ويُسهم في تنقية قلبه، وزيادة يقينه بالله -تعالى-.


ما هو الورد القرآني اليومي

الوِرد من القرآن هو مقدار محدد من تلاوة أو حفظ القرآن يلتزم به المسلم يوميًا، وقد يكون ربع جزء، سبعًا، نصفًا، أو غير ذلك.


ويأتي تعريف الوِرد في اللغة أنه هو النصيب أو المقدار المحدد من شيء معين، مثل الماء الذي يرده الناس للشرب.

ويأتي تعريفه اصطلاحًا بأنه ما يخصص به الإنسان لنفسه يوميًا أو ليلًا من قراءة القرآن أو أي عمل صالح آخر.


ويرى مكي بن أبي طالب أن الوِرد هو الوقت الذي يخصصه الشخص من ليله أو نهاره للتقرب إلى الله تعالى، كما يُعَرِّف ابن قتيبة الوِرد بأنه مقدار معين من القرآن يُلزم الإنسان نفسه بقراءته يوميًا. أما ابن جرير الطبري، فيرى أن الوِرد هو مقدار السور التي تُقرأ في قيام الليل.


ومن هذا، قد يكون الوِرد جزءًا من القرآن أو يشمل القرآن كاملاً على مدى فترة زمنية، وكان لكل صحابي من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- وِرده الخاص، مما يعكس أهمية المداومة على تلاوة القرآن في حياة المسلم.


فوائد الورد القرآني اليومي 

تُعد قراءة وتدبر القرآن الكريم من أعظم العبادات التي يتقرّب بها المؤمن إلى الله -تعالى-، فهي من أسباب الخشوع، والقرب من الله، والطمأنينة. 


فالعيون التي تتأمل آيات الله يوميًا، تعيش في نورٍ وراحة، والقلوب التي تتدبرها تمتلئ باليقين والإيمان، والعقول التي تتفكر فيها تزداد حكمةً وبصيرةً كما قال الله -تعالى-: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى﴾ [طه: 123].


كما أن من أعظم بركات قراءة القرآن أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ، فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ (البَقَرَةَ وآلِ عِمْرانَ)، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما..." [صحيح مسلم].


لذا، تتمثل أهمية الورد القرآني اليومي في كونه بابًا من أبواب الهداية والطهارة القلبية، سبب السكينة النفسية، وهو زاد الدنيا ونجاة الآخرة، فمن واظب عليه نال البركة في حياته، والشفاعة يوم القيامة، وفاز بالسعادة الحقيقية.


في مقرأة سنا نوفر حلقات تسميع وتصحيح تلاوة للقرآن على مدار اليوم مما يعينك على المواظبة على وردك القرأني,


طريقة قراءة الورد اليومي

المداومة على قراءة الورد اليومي من القرآن الكريم تساعد على المحافظة على الصلة بالله والاستمرار في تلاوة كتابه، وهناك عدة طرق يمكن اتباعها لتنظيم القراءة اليومية:


1. تحديد مقدار الورد اليومي

يُفضل تحديد مقدار ثابت من القرآن يُقرأ يوميًا، مثل:

  • جزء كامل يوميًا (يعادل 20 صفحة).
  • نصف جزء (10 صفحات).
  • عدد معين من الصفحات حسب القدرة والاستمرارية.


2. اختيار وقت ثابت للقراءة

من الأفضل الالتزام بوقت محدد يوميًا، مثل:

  • بعد صلاة الفجر.
  • بعد الصلوات الخمس، بقراءة عدد معين من الصفحات بعد كل صلاة.
  • قبل النوم لمن لم يتمكن من قراءته خلال النهار.


3. تقسيم الورد على مدار اليوم

يمكن توزيع الورد لتسهيل القراءة وعدم الشعور بالتعب، مثل:

  • قراءة 4 صفحات بعد كل صلاة لإكمال جزء يوميًا.
  •  نصف الورد صباحًا والنصف الآخر مساءً.
  •  تخصيص وقت محدد يوميًا لقراءة الورد دفعة واحدة.


4. القراءة من المصحف أو عبر تطبيقات القرآن

يمكن قراءة الورد من المصحف الورقي أو استخدام تطبيقات الهواتف الذكية، خاصة عند الانشغال أو التنقل.


5. تدبر المعاني أثناء القراءة

الأفضل أن تكون القراءة مع التدبر، وذلك من خلال:

  • التركيز على معاني الآيات.
  • قراءة تفسير مختصر بعد الانتهاء من الورد.
  • تكرار الآيات التي تؤثر في القلب.


6. التعويض عند فوات الورد

إذا فات يوم دون قراءة الورد، يمكن تعويضه اليوم التالي مع القراءة المعتادة، استنادًا لحديث النبي ﷺ عن من فاته حزبه الليلي، فقرأه في النهار كُتب له كأنما قرأه في الليل (صحيح مسلم).


7. المداومة والاستمرار

الهدف من الورد اليومي هو الاستمرار وعدم الانقطاع، حتى لو كان مقدارًا بسيطًا، لقول النبي ﷺ:

"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ" (صحيح البخاري ومسلم).


8. اختيار طريقة القراءة المناسبة

 يمكن قراءة الورد بطريقتين:

  • الطريقة المفردة وهي قراءة عدد معين من الصفحات بعد كل صلاة.
  • الطريقة المجتمعة وهي قراءة الورد اليومي كاملاً في جلسة واحدة.


9. اعتبار الورد أولوية يومية

 لا ينبغي الانشغال بأي شيء عن قراءة القرآن، بل يجب جعله من أولويات اليوم. ولا ينبغي أن تعطي القرآن بقايا وقتك، بل يجب تخصيص وقت له والمداومة عليه.


10. الابتعاد عن ما يشغل القلب عن القرآن

 يمكن لبعض الأمور، مثل الانشغال بالأغاني والمعازف، أن تصرف القلب عن حب القرآن وتدبره. لذا، فإن التعلق بكلام الله يجعل القلب أكثر صفاءً وقربًا منه.

بهذه الخطوات، يمكن الاستمرار في قراءة الورد القرآني بانتظام والاستفادة منه روحيًا وعقليًا.


كم عدد صفحات الورد اليومي

لا يوجد حدٌّ معينٌ لقراءة الورد القرآني، بل يعتمد الأمر على ما يتيسر للمسلم، مع الحرص على الاستمرارية، فقد أوصى النبي ﷺ عبد الله بن عمرو بقراءة القرآن في شهرٍ كامل، ثم خيّره بأن يقرأه في عشرين يومًا، أو عشرة، أو سبعة أيام، وقال له: "فاقرأه في سبعٍ ولا تزد على ذلك".

والأفضل أن يكون الحد الأدنى سبعة أيام، حتى يتمكن القارئ من التدبر والتأمل في معاني القرآن، ولكن إن قرأه في أقل من ذلك فلا بأس، مع مراعاة الترتيل والتدبر، كما قال الله -تعالى-: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4].


وفي الختام، بعد أن تعرفت على أفضل وقت لقراءة الورد اليومي وطريقة قرائته احرص على ألا تفوت نصيبك اليومي من القرآن من القرآن الكريم فهو مفتاح السعادة والسكينة القلبية، فهو زادٌ روحيٌ يُنير طريق المسلم، ويعينه على مواجهة تحديات الحياة بثباتٍ ويقين. 

فمن واظب على تلاوة القرآن، ازداد إيمانه، وانشرحت صدره، وهدأت نفسه، كما قال الله -تعالى-: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

لذلك، يجب على كل مسلم أن يجعل تلاوة القرآن وتدبّره جزءًا من يومه، وألّا يسمح للانشغالات بصرفه عن هذا الخير العظيم. 

انضموا إلينا في حلقات مقرأة سنا اليومية واجعلوا القرآن رفيق في كل وقت!