قصص الأنبياء في القرآن الكريم وما فيها من العبر ، ذكرها الله عز وجل لنا ليتعظ بها الشخص ويعلم مصير الهدايه من نعيم وفوز عظيم ، ومصير الضلال من خسران وعاقبة سيئة نهايتها النار ، وكما قال الله عز وجل في كتابه" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" لذا سنعرض لكم في هذا المقال متنوع من قصص الانبياء التي جاءت والعبرة منها.
واذا كنت تبحث عن كتاب رقمي وطريقة لتوضيح وسرد قصص القران بشكل مبسط للكبار والصغار ، وتوضيح كل عبره منها والتعليم منها ، فأنت تحتاج الى الاشتراك معنا فيما نعرضه لكم من حلقات عن قصص القران الكريم وكيفية الاستفاده منها ، لنعلم اطفالنا عاقبة كل طرف سواء من اختار الهدايه والطريق الصحيح ومن اختار طريق الضلالة والخسران المبين.
القرآن الكريم مليء بالقصص التي تُروى عن أنبياء الله عليهم السلام، وهذه القصص ليست مجرد حكايات أو أحداث تاريخية، بل هي رسائل إلهية تحمل معاني سامية ودروسًا عظيمة للبشرية ، وجاءت هذه القصص لتكون عبرة وموعظة للأمم السابقة والحالية، لتعلمنا كيفية التعامل مع التحديات وتقديم نماذج حقيقية للإيمان، الصبر، والتوكل على الله.
تعرف على قصص الأنبياء في القرآن الكريم وما فيها من العبر
أولا : قصة آدم عليه السلام
تبدأ قصة البشرية مع النبي آدم عليه السلام، أول إنسان خلقه الله من طين ، وعلم الله آدم أسماء الأشياء، وميزه بالعقل والعلم ليكون خليفة له في الأرض، وبعد خلقه، أمر الله الملائكة بالسجود لآدم تكريمًا له، فسجدوا جميعًا إلا إبليس الذي تكبر وعصى أمر الله ، نتيجة لذلك، طُرد إبليس من الجنة وحاول إغواء آدم وزوجه حواء حتى عصيا الله، فأكلا من الشجرة التي نهاهما عنها، فأنزلهما الله إلى الأرض عقابا لهما ثم تاب الله عنه ، بعد استغفار ادم وتوبته عن ما فعله.
العبرة من القصة: توضح قصة آدم عليه السلام أهمية الطاعة لله، وكذلك خطورة الكبرياء والعصيان ، فالقصة تعلمنا أن التوبة باب مفتوح دائمًا، وأن الإنسان يمكنه أن يخطئ، ولكن عليه أن يسارع بالتوبة والرجوع إلى الله. كما أن القصة تذكرنا بأن المعرفة والعلم هما أساس التفوق على الآخرين، مثلما فضل الله آدم على الملائكة بالعلم.
ثانيا : قصة نوح عليه السلام: الصبر والإصرار على الدعوة
نوح عليه السلام هو أول رسول بعثه الله إلى البشرية بعد تفشي الشرك والفساد في الأرض، استمر نوح يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لأكثر من 950 عامًا، ولكنه قوبل بالسخرية والتكذيب من أغلب قومه ، بعد أن رفضوا هداية الله لهم، وأمر الله نوحًا ببناء سفينة لينقذ بها المؤمنين من الطوفان الذي سيهلك القوم الكافريين ، وجاء الطوفان ، ونجا نوح ومن معه من المؤمنين بينما غرق الكافرون.
العبرة من القصة تعلمنا قصة نوح عليه السلام أن الصبر والإصرار في الدعوة إلى الحق أمر ضروري، حتى في مواجهة التحديات والمصاعب، والقصة تعلمنا أيضًا أن العقاب قد يكون ناتجًا عن الإصرار على الكفر والعناد، وأن الله ينجي المؤمنين المخلصين من المحن ، كما يجب الاعتماد على الله والتوكل مهما سخر منك الاخرون.
ثالثا : قصة إبراهيم عليه السلام: نموذج التوكل الكامل على الله
إبراهيم عليه السلام هو خليل الله، وذكر في القرآن الكريم بمواضع وقصص مختلفة ، حيث عاش إبراهيم في مجتمع كان يعبد الأصنام، ولكنه بفطرته السليمة أدرك أن الأصنام لا تستحق العبادة، وبدأ بدعوة قومه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام، ولكنه وجد معارضة شديدة منهم ومن ملكهم النمرود ، ووصل الأمر إلى أن ألقي في النار، ولكن الله أنقذه بجعل النار بردًا وسلامًا عليه.
أكبر اختبار لإبراهيم كان عندما أمره الله بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وفي الوقت الذي همَّ فيه إبراهيم بتنفيذ أمر الله، جاء الفداء من السماء بكبش والذي بسببه اصبح عيدا للمسلمين يذبحون فيه الاضحية.
العبرة من القصة تظهر لنا قصة إبراهيم عليه السلام قوة الإيمان والتوكل الكامل على الله في كل المواقف ، وحسن الظن به.
رابعا: قصة موسى عليه السلام: القيادة والتحرر من الظلم
قصة موسى عليه السلام هي واحدة من أكثر القصص تفصيلاً في القرآن الكريم ، حيث ولد النبي موسي في وقت كان فيه فرعون مصر يقتل أبناء بني إسرائيل خوفًا على ملكه ، ولكن الله أنجاه وألقاه في قصر فرعون حيث تربى، وعندما كبر موسى، هرب من مصر ثم عاد رسولاً يحمل رسالة تحرير بني إسرائيل من الظلم والعبودية، وبعد الكثير من المحن والمواقف مع فرعون وقومه، أيده الله بالمعجزات مثل العصا التي تحولت إلى ثعبان، وشق البحر الذي أنقذ بني إسرائيل من جنود فرعون.
العبرة من القصة قصة موسى عليه السلام تعلمنا أهمية القيادة الحكيمة والاعتماد على الله في مواجهة الظلم والطغيان. كما تعلمنا أن الله دائمًا يقف مع المظلومين والمضطهدين ويمنحهم النصر في النهاية.
خامسا: قصة يوسف عليه السلام: الصبر والمغفرة
من أجمل القصص في القرآن الكريم هي قصة يوسف عليه السلام، الذي تعرض لمؤامرة من إخوته عندما ألقوه في البئر بسبب غيرتهم منه، لكنه نجا وأصبح عبداً في مصر ، ثم تعرض للظلم مرة أخرى عندما اتُهم زورًا، ولكن الله أخرجه من السجن ورفع من شأنه ليصبح وزيرًا في مصر، و في النهاية التقى يوسف بإخوته مرة أخرى بعد سنوات طويلة، وعفا عنهم بالرغم من أنهم ظلموه.
العبرة من القصة تعلمنا قصة يوسف عليه السلام أهمية الصبر في مواجهة الأذى والظلم، وأهمية التسامح والمغفرة. القصة تبرز كيف يمكن للإنسان أن يتجاوز الصعاب ويحقق النجاح بفضل الله وتوفيقه.