لقراءة القرآن الكريم فضل عظيم، فهي عبادة تُهذب النفس وتساعد المسلم على السير في طريق الخير. لكن يجب أل يقتصر الأمر على القراءة فقط، بل على المسلم تدبر ما يقرأ من كلام الله عز وجل والتأني في التلاوة.
ولتحقيق ذلك، يجب أن نفهم الفرق بين التجويد والترتيل والتلاوة، وأحكام وأساليب كل طريقة.
في هذا المقال، سنتعرف على معاني هذه المصطلحات، ونوضح الفرق بينها وكيف يساعدك هذا على قراءة القرآن بطريقة صحيحة ومتقنة.
الفرق بين التجويد والترتيل والتلاوة
يقول الله عز وجل في الآيتين السابعة والسبعين والثامنة والسبعين من سورة الإسراء:
"أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"
هذه الآيات تُظهر فضل وثواب قراءة القرآن، إذ أنها تفيض على المسلم من رحمات ربه في الدنيا وجبال من الحسنات في الآخرة.
وقراءة القرآن الصحيحة لها أحكام وأساليب تُبرز جمال معانيه، وتساعد على تدبره وفهمه بشكل أعمق، منها: التجويد والترتيل والتلاوة.
أولًا: التجويد
التجويد هو علم يختص بتحسين تلاوة ونطق القرآن الكريم، من خلال إعطاء كل حرف من الحروف حقه من المخارج والصفات، وفقًا لقواعد محددة تضمن قراءة القرآن كما أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
وللتجويد نوعان؛ تجويد علمي وتجويد عملي، ولا تكون قراءة القرآن ترتيلًا سوى من خلال الالتزام بأحكامه.
ثانيًا: الترتيل
"وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا" (المزمل 4)
الترتيل هو قراءة القرآن بتأن ووضوح مع الالتزام بأحكام التجويد، لتدبر معانيه وفهم آياته.
ثالثًا: التلاوة
التلاوة هي قراءة القرآن الكريم بشكل عام، سواء كانت بالتجويد أو بدونه، ويُثاب عليها المسلم، فقد روت عائشة أم المؤمنين في صحيح أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الَّذي يقرأُ القرآنَ وَهوَ ماهرٌ بِه معَ السَّفرةِ الكرامِ البررةِ والَّذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق لَه أجرانِ" (متفق عليه).
أنواع التجويد والترتيل
بعد أن تعرفنا على الفرق بين التجويد والتلاوة والترتيل، عليك أن تعلم أن لكل من التجويد والترتيل أنواع، لنتعرف عليها بشكل مُفصل من خلال ما يلي:
أنواع التجويد
للتجويد نوعان:
- التجويد العلمي: هو تعلم أحكام التجويد من صفات الحروف ومخارجها، وأحكام التجويد. ويُدرس في كتب التجويد ويُعلم في المدارس والمعاهد الشرعية.
- التجويد العملي: هو تطبيق أحكام التجويد أثناء القراءة.
- ومن أحكام التجويد:
أحكام النون الساكنة والتنوين:
- الإظهار: نطق التنوين والنون الساكنة بشكل واضح وبدون غُنة، وذلك إن جاء بعدهما أحد الحروف التالية (ء، هـ، ع، غ، ح، خ).
- الإدغام: هو دمج النون الساكنة أو التنوين مع الحرف الذي يليه والتشديد عليه إن كان الحرف (ياء، راء، ميم، لام، واو، أو نون).
- الإقلاب: وهو قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مُخفاة بغُنة، إذا جاء بعدها حرف الباء.
- الإخفاء: هو نطق النون الساكنة أو التنوين بين الإظهار والإدغام مع غُنة إن جاء بعدهما أي من الحروف التالية (صاد، ذال، ثاء، كاف، جيم، شين، قاف، سين، دال، ظاء، زاي، فاء، تاء، ضاد، ظاء).
أحكام المدود:
المد هو إطالة الصوت عند نطق حروف المد الثلاثة (الألف، الواو، الياء)، وينقسم إلى:
- مد طبيعي بمقدار حركتين.
- مد فرعي بمقدار أربع أو خمس حركات بسبب همز أو سكون، ومنه المد الواجب المتصل والمد الجائز المنفصل بمقدار (4 - 5 حركات)، والمد العارض للسكون بسبب الوقف ويكون بمقدار (2 أو 4 أو 6 حركات ).
أنواع الترتيل في تلاوة القرآن الكريم
كما ذكرنا سابقا أن الترتيل هو قراءة القرآن بتأن مع مراعاة أحكام التجويد وتدبر المعاني. وينقسم إلى عدة أنواع على حسب سرعة القراءة ومستوى التدبر، وهي الحدر، التدوير، الترتيل والتحقيق، مع العلم أن في هذه الأنواع الأربعة لابد من أن التزام قارئها بأحكام التجويد كاملة.
الفرق بين الترتيل والتدوير والحدر
يكمن الفرق الترتيل، الحدر والتدوير في سرعة قراءة القرآن الكريم، ومن الممكن التعرف عليه من خلال ما يلي:
- الحدر: هو قراءة القرآن الكريم بصورة سريعة، مع الالتزام بأحكام التجويد. وهذه الطريقة شائعة في مراجعة الحفظ والختمات.
- التدوير: هو قراءة القرآن الكريم بسرعة متوسطة ويكون أكثر بُطأً من الحدر، وتستخدم أثناء الصلاة.
- التحقيق(الترتيل): وهو قراءة القرآن بتمهل وتأن مع إطالة الوقف على الكلمات، وتدبر المعاني. وهي مناسبة لحلقات التعليم والتدبر وفي قيام الليل.
ما هي أفضل مراتب القراءة؟
يعتبر التحقيق أو الترتيل هو أفضل مراتب قراءة القرآن، وذلك لأنه يجمع بين قراءة القرآن مع الالتزام بأحكام التجويد والتدبر، مما يعين القارئ على فهم معاني الآيات واستشعار عظمتها.
مع العلم أن هذه المرتبة ليست فرضًا واجبًا، وإنما هي مستحبة لمن يريد الحصول على أجر الإحسان في قراءة القرآن الكريم.
كيف تتعلم التجويد والترتيل؟
يمكنك اتباع الخطوات التالية، لتحسين قراءتك وتعلم أحكام التجويد:
- الالتحاق بدورات تعلم التجويد أو حفظ القرآن بالتجويد مثل التي تقدمها مقرأة سنا.
- الاستماع إلى القراء المتقنين والتكرار ورائهم وتقليد النطق.
- القراءة على يد شيخ متقن لمساعدتك في تصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، وهذا ما تقدمه دورات تحسين التلاوة في مقرأة سنا.
الآن، بعد أن تعرفت على الفرق بين التجويد والترتيل والتلاوة بشيء من التفصيل، أصبحت تعرف الخطوة الأولى لتحسين قراءتك للقرآن. فاحرص على تعلم أحكام التجويد وتطبيقها في تلاوتك للقرآن لتصل إلى الخشوع والتدبر وترى أثر القرآن الكريم في نفسك.
وإذا كنت ترغب في تعلم أحكام التجويد وترتيل القرآن بطريقة متقنة، ندعوك للإنضمام إلى دورات تصحيح التلاوة ودورات تحفيظ القرآن بالتجويد للكبار والأطفال في مقرأة سنا تحت إشراف معلمات متقنات ومتخصصات في علوم القرآن، مما يضمن لك تعلم متقن وفعال. تواصل الآن لمعرفة التفاصيل.
الأسئلة الشائعة
ما هو الفرق بين المصحف المرتل والمجود؟
يأتي الفرق بين المصحف المرتل والمجود في طريقة قراءة القارئ، فالمصحف المرتل هو الذي يكون قارئه ملتزمًا بأحكام التلاوة، بينما المصحف المجود هو الذي يلتزم قارئه بقراءة القرآن مع اتباع أحكام التجويد.
هل يجوز الترتيل بدون تجويد؟
أفضى أهل العلم أنه يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم بالترتيل دون التجويد ولا حرج في ذلك، ولكن عند تعلم التجويد وأحكامه يكون ذلك أفضل ويُثاب المسلم عليه.
هل التجويد خاص بالقرآن فقط؟
لا يقتصر التجويد على القرآن الكريم فقط، ذلك لأن أحكام التجويد هي الأحكام المتوافقة مع اللغة العربية في النطق.