أنّى ألتفتُ أرى بديع خلقك ، وجمال صنعك، وعظيم قدرتك .
تجلّت قدرتك في هذه السماء المبهرة، الجميلة ، أتأملها فيلامسُ إبداعها قلبي ، وتأخذ مجامع فكري بغيومها البديعة حيث تتشكل بأشكالٍ مختلفة ، وحيث تصطبغ السماء بألوانٍ مدهشة حين الغسق مثلاً أو عند شروق الشمس وتجددِ الصباح ، لا أملُّ إطلاقًا من رفع رأسي والتحديق ببديع صنع خالقها ، وتنتهي رحلتي بالتسبيح والتكبير لهُ سبحـانه .
أشاهدُ الشجر بهذا الثبات وبعضهُ أعجزُ عن رؤيته حيثُ تجذّر في بطنِ الأرض واتخذَ لهُ منها وطنًا .
أمّا البحر ، رفيقُ تأمّلاتي ومنبعُ إلهامي ، ووجهةُ اطمئناني ، ما أعظمه هائل بأمواجه ، عظيم بعالمه ومخلوقاته وظلماته وماحواه ، حينَ أزوره أتنفسُ بعمق ، حيثُ تسري رائحتهُ في صدري وتلفح نسماتهُ الرطبة روحي ، فيغمرُ الشعور تفكرًا وخشوعًا ، فسبحان الذي أحسن كلّ شيءٍ خلقه .
يقول الشاعر
فيا عجباً كيف يعصى الإله
أم كيف يجحده الجاحدُ
وفي كل شيء له آيةٌ
تدل على أنه الواحدُ