طفلك والقرآن

طفلك والقرآن

القرآن يحفظ الطفل و يحفظ ذهنه و يزيده ذكاء و سرعة بديهة وفصاحة ويقوي شخصيته ؛ كثرة تكراره تسمو بطفلك وترتقي به ..

وببركة حفظه للقرآن يلبسك الله حلة الكرامة في الآخرة …

الحفظ أم الفهم أم كلاهما معاً ؟

فترة الطفولة فرصة لا تعوض لحفظ كتاب الله عز و جل بشكل متقن لا ينسى

ولذلك قيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر ..

الطفل لديه الفراغ من الوقت و الذهن ما يساعد كثيراً و ينبغي أن نستغل ذلك قبل أن يكبر و تكثر مشاغله .

هناك الكثير من آيات القرآن الكريم معانيها صعبة على الطفل بالذات الذي بدأ حفظه في عمر مبكر

نأقوم بالشرح للطفل حول ما يقوم بحفظه بالذات للمفردات الغريبة و أحكي له القصص في الآيات إن وجدت .. و أهتم بالتفسير و التطبيق .. في وقت الحفظ أقرأ له قراءة صحيحة للمقدار الذي سيحفظه و أشرح له المفردات الغريبة التي يسألني عنها

ماهي أفضل طريقة لتحفيظ طفلي القرآن الكريم ؟

في الواقع ذلك يعتمد على معرفتك لطفلك لأنك الأقدر على معرفة ما يحب و كيف تأخذين منه ما تريدين بسهولة .. وما سنذكره هو مجرد أفكار

في العمر الصغير ( أصغر من سن القراءة ) :

المعتمد بشكل أساسي هو التلقين … سواء كان الملقن هو المعلمة أو الأم أو التسجيل … المهم أن يتم التلقين في جو من التركيز بحيث تصل القراءة للطفل صحيحة بنطق واضح تماماً و سرعة مناسبة ليعيدها خلفك بنفس الطريقة

يمنع تعليم و تحفيظ القرآن بدون تجويد منعاً مطلقاً بل هو من أكثر الأخطاء الشائعة عند التحفيظ لأنه يتسبب في ترسيخ أخطاء لدى الطفل يصعب جداً ازالتها فيما بعد .. وليس التجويد صعباً أبداً على الطفل ففي هذا السن سوف يكتسبه سماعياً دون أن يعرف ماهي الأحكام … و على عكس ما يظن البعض فالتلاوة بالتجويد والترتيل أمر ممتع جداً للأطفال

في هذا السن نعتمد على وقت تحفيظ قصير جداً لأن الطفل يفقد تركيزه بسرعة … فترة 10 دقائق متواصلة قد تكون أكثر ما يمكن حسب الطفل .. وعند الشعور بالملل وفقد التركيز نتوقف أو نأخذ استراحة ..

في العمر الأكبر بداية من سن القراءة :

يمكن للطفل في هذا السن الحفظ بمفرده إذا تمت قراءة المقدار له مرة واحدة بشكل صحيح و كرر بعدها .. يمكن إسماعه مقدار حفظه مرة ثم الطلب منه أن يعيد التلاوة مرة تلاوة صحيحة ثم يحفظ لوحده نظراً من المصحف ويعيد عليك غيباً ما قد حفظ … مع الاهتمام بتعيين مقدار مناسب لطاقته و ارفعي كمية الحفظ بالتدريج كلما ارتقى في قدراته ..مع الاهتمام بالحفظ التراكمي أي يحفظ نصف صفحة مثلاً ويعيدها في اليوم التالي مع اضافة بعض الآيات لها .. ويخصص يوم في الأسبوع لمراجعة حفظ الأسبوع كاملاً

من المهم جداً تخصيص مصحف واحد للطفل ترتاح له عيناه و يكون خاصاً به وحده يحفظ به كل مرة فذلك يساعد جداً في عملية الحفظ و سهولته

يحتاج طفلك أيضاً قدوة يراها أمامه عندما تواظبين على وردك وتشعرينه بأهميته وتطلبين منه أن يسمع لك ما تحفظين

تكرار مقدار الحفظ عند الصلاة الجهرية مع الطفل جماعة .. هذه من أجمل الطرق لأنه سيرسخ في ذاكرة طفلك بصوتك و لن ينساه أبداً

خارج أوقات الحفظ يكون القرآن الكريم مثل فاكهة في مجلسنا .. نتمتع بحلاوة مذاقها دون ضغط الحفظ وعبئه .. فمرة نفكر في آية أو نستشهد بها في موقف معين .. ومرة نتلو قسماً جديداً لا يعرفه الأطفال أبداً و كأننا نكتشفه … و مرة نفتح المصحف بشكل عشوائي لنختار آية تكون رسالة لنا في يومنا ونطبقها … وهكذا نشعر الطفل أهمية هذا الكتاب الذي هو منهج حياة

وفي الأساس يكون الدعاء ملجأنا بأن يشرح الله صدر الطفل لتلاوة كتابه و حفظه ..

https://riadaljanna.com/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84/